Translate

السبت، يناير 30، 2010

مقدمة لابد منها

مما لاشك فيه ان الأعشاب الطبية (و ليست الأعشاب على اطلاقها) بدأت تلعب دورا هاما و ملحوظا (و الم يكن جوهريا بعد) فى القطاع الطبى العلاجى و التجميلى و لا شك ان السبب الرئيسى فى ذلك يعود الى أمرين ...اولهما اخفاق كثير من العلاجات التقليدية (أعنى الكيماوية) فى السيطرة على كثير من الامراض (خاصة المزمنة منها) و ان سيطرت على كثير من الأعراض ...ثانيهما هو الكم الهائل(و الغير متوقع فى أغلب الأحيان) من الأعراض الجانبية لهذه العلاجات ..حتى أن كثير من شركات الأدوية العملاقة تضطر الى سحب العقار من الاسواق بعد فترة ليست طويلة من تداوله (و الامثلة كثيرة).. مما يشير الى مؤشر خطير وهو ان الجانب السلبى فى الادويه التقليدية لربما لايظهر الى بعد تسجيله و تداوله فى الاسواق و تجرع الكثيرين من المرضى منه ...
هذا يدعونا الى نظرة جدية بحثية للأعشاب ...ما لها و ما عليها ..الصحيح منها و الخطأ ..المقبول منها و المرفوض .....مستندين الى تقارير علمية و مراجع بحثية ..ليس الى ضرب من العطارة المحضة الخاليه من التأصيل العلمى (و ان كنت لاانكر دور الخبرة فى التقنين البحثى)....غير ان الخبرة الم تستند الى تجارب و مرجعية علمية فلربما كان ضررها اكبر من نفعها ..
وو جدت من حق كل قارىء او متصفح للموقع (دارسا كان ام غير دارس) أن يعى قواعد أساسية فى تناول موضوع الأعشاب كمبحث علمى ...تكون هذه القواعد مرجعا مبسطا لدارس و منبعا سهلا لقارىء.

القاعدة الأولى : أن نفهم ما هو النبات الطبى او ما هى الأعشاب الطبية ..و لا أريد ان ندخل فى جدل ممل للآراء (و أظن القارىء يوافقنى فى ذلك) و دعنا نقولها ببساطة ..أن كل شىء من أصل نباتى و له أستخدام طبى مثبت و لم يعالج معالجة كيميائية تغير من صفاته و تركيبه فهو مندرج تحت هذا المسمى ..و هذا بالفعل معنى شامل و رائع و مختصر ..لانه يدرج كثيرا مما لايظن غير المتخصصين انه مندرج تحت اسم نبات او عشب طبى فى هذا المسمى ..و لك أن تتصور أن ما أفرزه نبات أو استخلص من نبات أو تحلل اليه نبات فهو داخل تحت المسمى (فالصموغ و الراتنجات و الزيوت و اليتوع و ..و...و...الخ ..)كل ما كان اصله نباتيا فهو مندرج تحت مسمى الاعشاب الطبيه ..بل أن الفحم النباتى داخل فيه باصله النباتى .

القاعدة الثانية :ليس كل ما تراه عيناك من أعشاب هو طبى (و التعريف السابق يوضح ذلك)..بل أن من الأعشاب ما هو ضار أو سام أو لا نفع له طبى .

القاعدة الثالثة : طب الأعشاب هو طب تكميلى و ليس طبا بديلا بأى حال (على الأقل حتى وقتنا هذا) لماذ ؟؟ و الاجابة ببساطة لأن الأعشاب لم تعط الفرصة و الأهتمام و الامكانات الهائلة التى أعطيت لكيماويات العلاج التقليدى حتى تصل لمكانة يمكن فيها الاعتماد عليها وحدها ( فلا يمكن بحال لمريض الجلطة او مريض الذبحة او مريض الغيبوبة السكرية او الكبدية أن يعالج بمنقوع عشبى او خلاصة نباتية فى حين يوجد حقن وريدى لمادة تقليدية معروفة مثبته ...هذا مثال ) ..فمتى اتيح للأعشاب ان تقنن و تكون فى هذه الصور (كالحقن الوريدى مثلا ) فان الأمر سيكون مختلفا ..(و أضرب مثالا بعقار اللانوكسين و هو خلاصة مقننه لعشبة الديجيتاليس لاناتا او ما تسمى بالعربية بالقمعية الارجوانيه و هو أشهر دواء على الاطلاق فى السيطرة على و علاج هبوط القلب الاحتقانى (C.H.F) فهذا العشب حينما توفرت له الامكانات و التقنين اصبح فى مصاف الادويه التقليدية بل على قمتها من ناحية التخصص ) غير ذلك من الأمثلة كثير و لكنى أشير فقط لفهم المعنى ...و أعلم أن كثيرا من ممارسى طب الأعشاب يخالفوننى الرأى فى ذلك و يزعمون أن طب الأعشاب قادر الآن على ان يكون طبا بديلا و لكنى أقول أنه لم يحن بعد و قت هذا الأدعاء فنحن نحتاج الى فترة طويله لذلك (ان كان ذلك ممكنا) ..و وجهة نظرى ان طب الأعشاب كان و سيظل طبا تكميليا فعالا و محترما و سيظل الطب العلاجى التقليدى ذا تأثير .....مع عيوبه التى أعلمها تماما.

القاعدة الرابعة : طب الأعشاب يبرز و يعلو صوته فوق الدواء التقليدى فى حالات الأمراض المزمنه (معظمها و ليس كلها حتى الآن) ..و من خلال تجربتى مع كثير من الحالات المزمنة بل و المستعصية فان الأعشاب تتدخل بقوة ..مثال ذلك أمراض الضغط و الحساسية و الربو و عرق النسا و التهاب المفاصل ...و قد رأيت بنفسى حالة كانت مريضه بعرق النسا من فترة طويله شفيت باذن الله بأقراص عشبية خلال اسابيع قليلة ....و غيرها من الحالات ..

القاعدة الخامسة : كقاعدة عامة ..الأعشاب أقل ضررا و أعراضا جانبية (متخصصو الأعشاب لا يفضلون مصطلح الأعراض الجانبية للأعشاب و يسمونها موانع الاستخدام)و آمن من حيث الجرعات من العلاج التقليدى (يمكن الزيادة فى الجرعة فى أغلب الأحيان بغير ضرر شديد وغير تأثير عنيف مفاجىء) ...و عليه فمتى توفر لديك علاج بديل و فعال( بديل يؤدى و ظيفة الكيماوى و فعال بنفس كفاءته او اقوى)فلا تتردد فى أخذه ( و يتساءل البعض و هل هذا موجود أقول نعم و سيأتى فى باب (أمراض و أعشاب ) .

القاعدة السادسة : مفاجأة ( غير سارة بالطبع لكثير من المتجرين فى الأدويه المستخلصة من الأعشاب ) ...تقول المفاجأة التى أثبت البحث و التجربة صحتها و يرددها كل متخصص أعشاب معتبر فى العالم ( و معظمهم بالطبع للأسف أجانب ) تقول أن تناول العشب الكامل فى اى صورة (منقوع او مغلى او سفوف او كبسولات او اقراص ) أجدى و أنفع و آمن –فى معظم الاحيان-من تناول ما يظن بأنه المادة الفعالة فى العشب ( لاحظ هذا التعبير ) سأضرب لذلك مثالا توضيحيا ( و الامثلة كثيرة) و هو عشبة ما يسمى بشوك الجمال أو الكعيب أو (MILK THISTLE ) فان كل الشركات المنتجة تعتمد على مادة (السيليمارين ) التى فيه على انها المادة الفعالة التى تحافظ على خلايا الكبد و ذلك من البذور ...و لكن معظم التجارب و الخبرات تشير الى خلاف ذلك و ان عليك ان تحصل على جرعة من البذور كاملة فى صورة كبسولات او نحوه لتحصل على فائدته ...ببساطة اطحن البذور و تناولها و لا تغتر بمروجى العلب المغلفة و مافيا الشركات ....تفسير ذلك ببساطة أن المادة المنتزعة من النبات انما هى مادة قد غلب الظن انها هى التى تأتى بالأثر و لربما لم تكن كذلك ....شىء آخر هام جدا و هو ان المادة الفعالة فى النبات قد لا تكون واحدة بل اثنتين او ثلاثا .....شىء آخر غريب و شيق أنه قد تكون للمادة الفعالة او المادتين آثارا نافعة و أخرى ضارة فيعادلها الله بثانية أو ثالثة تجمح هذا الضرر و تزيله ( الأمر معقد أحيانا فى الأعشاب , لكنه شيق و ممتع ) أظن فكرتى و صلت اليك أيها القارىء
*استثناء : فى نادر من الحالات فان استخدام الخلاصة الفعالة آمن من استخدام النبات بكامله ..و ذلك لصعوبه ضبط الجرعة (كما فى الديجيتاليس سالفة الذكر) ..الا ان توفر لديك ممارس للاعشاب خبير ( و هم ندرة اندر من تلك الحالات ... )

القاعدة السابعة : العشب الواحد قد يكون صيدليه متكاملة (سبحان الله) لا تتعجب ان رأيت عرق السوس (و هذا اسمه الصحيح) لا تتعجب ان رايته فى تركيبه للحموضة –و فعال- او رايته كذلك فى تركيبة للمفاصل –و فعال- او رايته فى تركيبه للفيروسات _وفعال_او تركيبه للسعال و حساسية الصدر –و فعال- او كسكر بديل أو لانخفاض الضغط ...... ذلك أن العشب يحتوى على مادة فعالة تؤدى وظائف عدة او مجموعة مواد فعالة تؤدى كل منها وظيفة او عدة و ظائف ......ليس عرق السوس وحده بل أعشاب كثيرة فيها هذه الخاصية و لربما جعلنا لها بابا مستقلا أن شاء الله .

القاعدة الثامنة : المواد الفعالة فى الأعشاب لاتؤدى وظيفة واحدة بل تضبط ايقاع الجسم كله يؤدى ذلك لأمرين جميلين أولهما التخلص من العرض و ثانيهما ضبط الخلل لعلاج المرض .فالأعشاب تتعامل مع الجسم ككل لا مع عضو من الأعضاء ..الأعشاب تعالج خللا فى منظومة كاملة و تعيد لها اتزانها و ليست تتعامل مع عضو بعينه فمثلا قد تعالج الأعشاب مشكله كحب الشباب من خلال علاج اضطراب بالكبد او الكلى او سموم بالجسم تخلصه منها ( و لذا فى كثير من الأحيان قد لا تكون ميكانيكية تعامل العشب مع المرض مفهومة ) و لكنها تفيد و تأتى بالنتيجة ( و هذا ما يهمنى وأظنه ما يهمك أيضا) . الأعشاب تعالج مرضا عن طريق ضبط خلل انفعالى أو هرمونى ..أو...أو....كل ذلك ..تذكر كلك وحدة و احدة .هكذا تتعامل الأعشاب

القاعدة التاسعة: الأعشاب لا تخلو من موانع للأستخدام ( هذا ما يفضل متخصصو الأعشاب استخدامه بدلا من الأعراض الجانبية) ...و القضية انه لما كان العشب يتعامل معك كوحدة و احدة لزم و اصف العشب أن يكون عالما بما يدور بداخلك من تفاعلات (وهذا بمعرفة الطبيب العالم بطرق التشخيص) و لذا أقول أن مختص الأعشاب ليس طبيبا و ظيفته التشخيص (نهائيا) ( وانما يصف عشبا معينا فعالا لحالة معينة ) فهناك ...حالة ( و هذه وظيفة الطبيب ) و هناك عشب فعال فى هذه الحالة ( و هذا وظيفة مختص الأعشاب) ...و هذا خلل واقع عند كثير من ممارسى الأعشاب و غير المختصين منهم غالبا ( اللا تخصصية و تقمص دور الطبيب و المختص بالأعشاب) ... و لذا ففى الأعشاب يصلح ان تقول ان عشب كذا لا يصلح فى حالة كذا (أدق من ان تقول له عرض جانبى كذا و كذا) ..أضرب مثالا للتوضيح وهو عشبة عرق السوس (عشب أحبه فعلا) فلما كان هذا العشب منشطا لغدة الكظر و محفزا لأافراز الهيدروكورتيزون الطبيعى فلا بد من التعامل معه بحذر فى الحالات التى تسوء بزيادة هذا الافراز (كارتفاع ضغط الدم مثلا) و هذا ما أعنيه لا تستخدم عشبة عرق السوس فى حالة ارتفاع ضغط الدم ..و لست أقول ان عرق السوس من أعراضه الجانبيه أنه يرفع ضغط الدم ...دعنى أوضح أمرا هاما جدا فى هذه النقطة أن ثمة فرق رهيب بين أن أستخدم هذه العشبة كمضاد للألتهاب مثلا و بين أن استخدم هيدروكورتيزون خارجى لنفس الغرض ..الفرق الرهيب هو أن العشبة تنبه الغدة لأفراز الهيدروكورتيزون الطبيعى فأولا لا يفرز الا بكمية تلائم الجسم(لأن الجسم هو نفسه الذى يفرزها) و ثانيا لا تؤثر على كفاءة الغدة –فى حين – أن استخدام الكورتيزون الخارجى غير مضبوط الجرعة (المتيقن حاجة الجسم اليها ) و أيضا ان تناوله يؤدى الى خمول فى الغدة (كما هو معلوم فى الكيمياء الحيويه ) و يسمونها بال(feed back mechanism ) وهو أن الغدة تتكاسل عن اداء وظيفتها طالما انك قد قمت بوظيفتها خارجيا –بل- و قد يحدث ضمور فى الغدة جراء ذلك.. أظن المعنى كاملا قد و صل .

القاعدة العاشرة : أحذر ..فبعض الأعشاب سام (بدرجات متفاوتة)..و دعنى اقول ان مصطلح السمية مصطلح نسبى ..فأنت حينما تتناول خضروات عائلة الكرنبيات فانت تتناول موادا تسمى (ثيوسيانيدات) و هى سامة اذا استخدمت بجرعات هائلة ..و لكنها مفيدة و انت تتناولها كخضروات معتادة الكمية ..و حينما تتناول فول الصويا (المفيد جدا) فانت تتناول اللكتين و هو سام اذا كان بجرعات هائلة ..بل ان استنشاقك الاكسجين النقى بكمية هائلة تحدث تسمما فى خلاياك بل ان الماء بكميت هائله قد يكون قاتلا ....الذى اريده من هذه المقدمة ان السميه قد تكون فى كل ما تتناوله اذا كان غير منضبط ..و هذا بخلاف الكيماويات المخلقة فمعظمها سام (بطريقه او باخرى ) ...حتى بالجرعات المعتادة ...و هذا يشير الى انه و ان كان بالاعشاب ما هو سام ( وهى أعشاب معدودة و معلومة و ليست شائعة الاستخدام غالبا ) فهى آمن بكثير جدا من الكيماويات المخلقة ...أحكى لك قصة مركب اسمه (بى بى ام ) او فينيل بروبانول امين و كان يستخدم من فترة غير بعيدة ( حتى بداية سنة الفين وواحد) كمضاد للاحتقان ..فى معظم ادويه البرد و الرشح و الانفلونزا ..استخدم هذا المركب فترة كبيرة جدا فى السوق الدوائى و بعد هذه الفترة جاء القرار من منظمة الاغذية و الدواء الامريكية بسحبه من الاسواق لانه يسبب نزيفا تدريجيا فى المخ ( و قد كان يستخدم بجرعات ضئيله و قيل انها آمنة )...هل أعجبتك القصة ( هذه القصة لا تعجب كثيرا من شركات الأدويه ) .

القاعدة الحادية عشر : أعط للعشب الذى تستخدمه فترة كافية ليأتى بوظيفته ..الأعشاب ليست بقسوة الكيماويات انها تعمل ( ببطء و لكن بفاعلية) ..لانها و كما اسلفنا تعمل عليك كمنظومة و ليس عضوا عضوا ..و الذى يعمل عليك كلك لا بد و انه يحتاج فترة اطول من ذاك الذى يتعامل مع جزء ضئيل منك ...أعط للأعشاب فترة لتعمل و ستكون غالبا عند حسن الظن.

القاعدة الثانية عشر : اتبع هذه النصائح عند تعاملك مع الأعشاب ...و لن تندم أبدا :

· لا تعط عشبا لأمراة حامل فى الشهور الثلاثة الأولى ( هذه قاعدة عامة مع غياب الدليل على آثار سلبية للاعشاب فى هذه الفترة ..و لكن كذلك لم تدرس الأعشاب كفاية لاثبات العكس على الحامل )
· لا تعط أعشابا لطفل دون عام (الا تحت اشراف طبى ) ...بالطبع يستثنى من ذلك اعشاب استخدمت على مر السنين لهذ السن و ثبت فاعليتها و أمنها ) .
· اذا اردت استخدام عشب فاستشر مؤهلا لذلك و ليس كل (من هب و دب) فانت تتناول علاجا و تتعامل مع جسدك فانتبه لذلك.
· اياك ثم اياك من التركيبات المطرقعة التى ابتلينا بها فى و سائل الاعلام المختلفة ( تركيبة الصاروخ تجعلك تطير ) و اخرى ( احملى فى ربع ساعة) و ثالثة ( انقص وزنك بكبسوله عشرون كيلا فى اسبوع) اياك و هذه العناوين الامعة –الباهتة ..التى لا تقود غالبا الا الى .....غرفة الانعاش .
· لا تقلد أحدا استخدم عشبا فنجح فى علاج حالته –لاتقلده- فى حالتك فلربما يختلف التشخيص نهائيا فالذى يعانى من الم فى الحلق قد يكون مصابا باحتقان او عدوى بكتيرية او فيروسية او ...حتى ورما ....لابد من تشخيص اولى سليم لتصل لنتيجة سليمة و ليست كل الحالات هى حالتك .
· اياك أن تجرب عشبا لاتعرفه او نباتا لا تعلم وظيفته بدعوى انه ( الم ينفع لم يضر) ...فلقد لا ينفع ....و بالفعل يضر ...اسأل مختصا قبل ان تقدم على ذلك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق