Translate

الأربعاء، ديسمبر 03، 2014

الإكتئاب و الأعشاب



الإكتئاب :
 * مرض العصر و موضة القرن العشرين و ما بعده فكلما قابلت
احدا وجدته يعانى من الاكتئاب على درجات متفاوته ...الاكتئاب قد يكون وقتيا و هذا
لا يسبب كثير مشكله ...اما استمراره و دخول صاحبه فى نوبات من الحزن الشديد و
البكاء احيانا فهذا مما يحتاج الى علاج بلا شك .


* تمهيد :الاكتئاب مرض مرتبط (غالبا) بالتعلق بالمادية
المغرقة و الاستغراق فى الاستمتاع بكل متاح (و لا اقول مباح)...لذا فانه اعلى
بكثير فى البلاد التى يرتفع فيها مستوى الفرد و لا رادع فيها عن متاح لذا فانى اقول
ان المعادلة هى ( متاحات - رادع = اكتئابا لا محالة)طال الوقت او قصر ...ولذا
فكلنا نمر به من حين لاخر غير انا نفيق احيانا فيذهب عنا (لوازع داخلى فينا نحن
المسلمين)...اما من لا وازع عنده و لا منتهى لرغباته فلا شك سياتيه الاكتئاب عاجلا
غير آجل ولذا فان الغرب اليوم يلجاون للامور الروحية لعلاج حالات الاكتئاب و بعضهم
يلجأ الى الصلوات او اليوجا وفى الطب البديل قسم يسمونه (العلاج بالصلاة) .. وقد
ينشأ الاكتئاب من ضغوط نفسية عنيفة او ازمة عاطفيه قوية هزت وجدان الانسان ...وبعض
المتخصصين يزعمون انه قد ياتى بلا سبب معلوم و هذا ما لا أحسبه صحيحا فكل من رايت
ممن يعانى من الاكتئاب لديه سبب خفى و الم يفصح هو عنه ...و هذه وظيفه الطبيب
النفسى ...الولوج الى اعماق المريض و تحسس السبب ..


* تبسيط علمى : انفعالات الانسان تتأثر بنواقل عصبية خلقها
الله سبحانه فينا و هى متعددة و كل منها مسؤول عن شىء مختص بذاته ...وفى حالتنا
هذه فان الحالة المزاجيه للفرد تتاثر بناقل عصبى معروف يسمى ( السيروتونين) سلبا و
ايجابا فبنقصه يدخل الانسان فى حالة من تعكر المزاج او حتى الاحباط و الاكتئاب و
بزيادته تتحسن حالة الانسان المزاجية و يصفو مزاجه ....و على ذلك فان العلاجات
المستخدمة (كيماوية كانت او عشبية) تعتمد على هذه النظريه بالحد من نقص هذا الناقل
او بتعزيز وجوده ...(البروزاك ) أحد أشهر علاجات الاكتئاب فى العالم يعمل بهذه
الطريقه ....هذا تبسيط اردت به الاشارة فقط. أعلم تماما انه يدور بخلد كل قارىء
سؤال (فما الفرق اذا بين الاعشاب و الادوية الكيماوية فى هذا الباب اذا كان الجميع
يعملون بنفس الميكانيكية ) ...اقول كما اكرر دوما ان المادة الكيماوية تعمل وحدها
و بقوة مما يجعلها اسرع فعلا و اشد ضررا ...اما العشب فيختلف انه ليس فى العشب
مادة واحدة تعمل وحدها و لو فرضنا ان مادة هى المسؤلة عن نشاط عشب فى باب معين فان
بجانبها اخرى و اخريات يمنعون ضررها او يحدون من قسوتها ...و لذا فقد بينت فى باب
(مقدمة لا بد منها ) تفصيل هذا الموضوع فارجع اليه .


* معلومة طريفه: كل ما تتناوله من نشويات فانه يتحول الى
ناتج اخير بسيط و هو الجلوكوز ..وهو مادة غذاء المخ و الخلايا ..الظريف ان وجود
الجلوكوز فى الدم يحفز البنكرياس على افراز الانسولين الذى بدوره يرفع من مستوى
حمض أمينى موجود فى المخ يسمى (التربتوفان)...هذا الحمض الامينى هو النواة
الاساسية لتكوين (السيروتونين)..هل تعنى أن زيادة تناول النشويات لربما ساهمت فى
تحسين حالتى المزاجية ؟؟!! أقول هذه دراسة بالفعل اقترحت ذلك ...اجعل وجبتك غنية
بالنشويات لتحسن مزاجك(ليست هذه الدراسة موجهة لمرضى السمنه و السكر قطعا ) و المقصود
لا تحرم نفسك من النشويات حتى و لو كنت على نظام غذائى و لكن اعتدل فى تناولك لها .

أعشاب أنصح بها :
1-
الهيوفاريقون او عشبة القديس يوحنا أو السانت جونز :عشبة
ذات ازهار جميلة صفراء مبهجة تتحول للاحمر عند جفافها تزرع فى اوروبا و فى وطننا
العربى ايضا (فى سوريا و غيرها )وموجودة عند كبار العطارين فى مصر (احذر من الغش
)جافة ...تسمى بالبروزاك الطبيعى و كثير من الشركات استخلصت مادة منها تسمى
(الهيبريسين) ..مع انى افضل العشبة كاملة (أعنى الجزء الفعال كاملا الذى هو الزهرة
فى حالتنا هذه )....تعمل هذه العشبة فى الجسد بالميكانيكية السالفة الذكر بتعزيز
نسبة السيروتونين فى الدم و منع تكسيره مما يؤدى الى تحسن فى الحالة المزجية ...فى
دراسة اجريت (أكثر من دراسة حقيقة) أظهرت ان للعشبة تاثيرا مضادا للاكتئاب اقوى من
بعض المضادات للاكتئاب الكيماوية (كالتفرانيل) بالاضافة انها حسنت من نوعية النوم
وفترته (وهى مشكلة كبرى لمرضى الاكتئاب)كما انها حسنت جدا الحالة المزاجية لهؤلاء
المرضى فى الدراسة مقارنة بالمجموعة التى لم تعط هذا العشب .تستخدم العشبة كنقيع
على الساخن بمعدل ملعقتين صغيرتين من العشب الجاف لكل 100 مل من الماء المغلى ...و
لاحظ ان مضادات الاكتئاب تستخدم لفترة لا تقل عن اربعة اسابيع للتحسن التدريجى
الملحوظ ...وتستمر غالبا الى سته اشهر او عام للوصول لنتيجة ثابتة.

2-
الشعير : فى الحديث (عليكم بالتلبينة فانها تجم فؤاد
المريض وتذهب ببعض الحزن) و التلبينه مطبوخ الشعير بالماء ويمكن أن تكون باللبن
...و لا شىء آكد من هدى النبى و نصحه ...الشعير غنى بفيتامين (باء) وهو الذى له
دور هام فى تحسين المزاج و تعزيز النواقل العصبية ...علماء التغذية ينصحون بتناول
الاغذية المحتوية على هذا الفيتامين فى حالات الارهاق العصبى و الاكتئاب و قد
سبقهم رسولنا في ذلك بزمان ....اجعل الشعير او مطبوخه غذاء لك فى فترات ارهاقك
النفسى و العصبى .فى اوروبا يستخدمون الشوفان وهو من الحبوب لعلاج الانهاك العصبى
..الشعير اكثر فائدة و اعظم اثرا .

3-
الناردين المخزنى : استخدمه فى هذه الحالة لتحسين حالات
الارق المصاحبة للاكتئاب و هو عشب جيد فى هذا الباب و قد سبق فى المرض السالف و
سيأتى معنا فى امراض أخرى.


أعشاب أخرى مفيدة :


*الأعشاب الغنية بالتربتوفان (المادة الخام لتصنيع السيروتونين) و
على راسها بذور عباد الشمس (زيت البذرة جيد ايضا) و بذور الكتان (بذور عالية
القيمة و متعددة الفائدة و لكنها للاسف مهملة ).


*الأعشاب الغنية بالفينايل الانين و على راسها فول الصويا
و بذور عباد الشمس (فى دراسة اجريت و قد اعطى فيها مرضى الاكتئاب مكملات غذائية غنية بالفينايل الانين و فيتامين ب6 حدث تحسن فى 75% منهم وهى نسة احصائيا جيدة
جدا)


*الاعشاب الغنية بالماغنسيوم و البوتاسيوم ...و الذى يسبب نقصها اعراضا اكتئابية أكثر من الخضروات (لا سيما الرجلة )

*الأعشاب الغنية بالليثيوم : وهو مضاد للاكتئاب معروف ..الزعتر على رأس القائمة (أهل الشام يتناولون الزعتر بطريقة مستمرة و أظن ذلك أحد أسباب بشاشتهم و ابتسامة و جههم...على
الأقل من قابلت منهم)


*الزنجبيل : العشب المعجزة (وفقا لما اسماه احد اكبر عشابى العالم) ...له تأثير جيد على الاكتئاب و
التوتر و له تاريخ فى ذلك تجريبي و هو عشب يستحق التقدير .


*عرق السوس : قاعدة بيانات الدكتور ديوك الامريكى تشير انه يحتوى على ثمان مركبات (على الاقل ) مزيدة
للسيروتونين اى محسنة للمزاج و مضادة للاكتئاب و كيف لا و هو جد الأعشاب (لا يفضل
لمرضى الضغط و لا بكميات كبيرة )


*الجنسنج : بعض الابحاث تشير انه مزيد للسيروتونين و محسن بالتالى للمزاج و هو عشب محترم يستحق التجربة (و لا ينصح به فى حالات ارتفاع الضغط)

خاتمة : قال تعالى (الذين آمنو و تطمئن قلوبهم بذكر الله
ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ....و قال ( الذين آمنو و لم يلبسوا ايمانهم بظلم
أولئك لهم الامن و هم مهتدون)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق